Jun
29

سيزار، الحارس البطل

قسم: اللاعبين البرازيليين ,  الكاتب: ,  المصدر: موقع FIFA ,  التاريخ: الأحد ,29 حزيران 2014


لا يحتاج المرء في بعض الأحيان رؤية الأشياء بأم عينيه من أجل تصديقها، وقد تكفيه في ذلك الثقة والإيمان بغض النظر عن أحداث الماضي وتفاصيله. وتسري هذه القاعدة على حراس المرمى كذلك.

 
إذ لم ير لويز فيليبي سكولاري مطلع سنة 2014 جوليو سيزار فوق رقعة التباري، بيد أنه كان يعلم أن بإمكانه الاعتماد عليه في نهائيات كأس العالم البرازيل FIFA 2014. حيث اتخذ قرار وضع عرين السليساو بين يديه مبكرا وقبل الإفصاح عن لائحة 23 لاعبا، وكان الحارس حينها قد انفصل عن فريق كوينز بارك رينجرز، وكان يبحث عن نادي جديد. وقد عثر بعد ذلك على فرصة الدفاع عن ألوان إف سي تورينو، وهو للإشارة فريق مغمور بالمقارنة مع الأندية التي يمارس فيها بقية لاعبي الأماريلينيا، لكنه لم يعر للأمر أي أهمية، فقد كانت ثقته في النفس عالية.

وقد أوضح جوليو سيزار بهذا الخصوص في حوار مع FIFA بعد وقوفه سدا منيعا خلال الركلات الترجيحية ضد تشيلي وتمهيده طريق التأهل البرازيلي إلى ربع نهائي كأس العالم FIFA: "أعطاني هذا الأمر مزيدا من الثقة، وساعدني على القيام بمهامي على أحسن وجه. بيد أنني أتفهم هذه الأسئلة، فإذا غابت التنافسية عن اللاعب، تصير مكانته في مهب الرياح".

فيلم طويل
عندما أطلق الحكم هاوارد ويب الصافرة معلنا نهاية الشوطين الإضافيين بملعب مينيراو، تجمع لاعبو المنتخبين في وسط الميدان، وأخذوا يتأهبون للركلات الترجيحية. ولم يتحدث الحارس البرازيلي حينها كثيرا، بل أطال الإنصات والإصغاء، وفكر طويلا، وقد استرجع في تلك اللحظات شريط حياته ومسيرته، وبكى.

وتوجد بدايات عديدة لقصة جوليو سيزار مع الساحرة المستديرة، وقد مرت كلها برأسه خلال ركلات الخلاص. حيث استحضر خروجه الخاطئ والهزيمة ضد هولندا في أم بطولات 2010، وتذكر صده ركلة جزاء أمام أوروجواي بملعب مينيراو بالذات ضمن نصف نهائي كأس القارات FIFA العام المنصرم، وتراءت له الثقة التي وضعها فيه فيليباو وهو دون فريق وتدخله الحاسم في مطلع الشوط الثاني وصده هدفا تشيليا محققا. كما استحضر بهو بيت خالته في مدينة دوكي كاشياش قبل 20 سنة بالتمام والكمال.

حيث أشار إلى انتصار البرازيل على إيطاليا في موقعة حسم لقب دورة الولايات المتحدة الأمريكية 1994، وقال ودموعه على خديه: "شاهدت نهائي كأس العالم هناك (في بيت الخالة). وقد استرجعت في تلك اللحظات شريط الذكريات، بما في ذلك نهائي الولايات المتحدة الأمريكية، لأن تافاريل قدوتي ومثلي الأعلى. ثم جاء الرفاق، وشجعوني وحفزوني على الرغم من كل ما شهدته مسيرتي، وقد تحركت حينها مشاعري، ولم أتمالك نفسي وبكيت".

ثقة مستحقة
وماذا عساهم يقولون لحارس مجرب عندما تقع المسؤولية كلها على كاهله؟ لا يهم، فكما أن هناك أشياء لا يحتاج المرء إلى رؤيتها بأم عينيه من أجل تصديقها، هناك أمور لا نحتاج سماعها من أجل فهمها. وهذا ما أكده بالضبط جوليو، فقد كانت رسائل رفاقه في معظمها ضمنية.

وقد صرح داني ألفيش لموقع FIFA.com: "لم أتحدث معه في أي شيء، فهو يعلم أننا نضع فيه ثقة عمياء. لا يهم ما يقوله الرفاق في تلك اللحظات. ولا أتذكر صراحة ما قلته، وأراهن أن بقية اللاعبين في الوضع ذاته. لا أهمية للكلمات، فهو يدرك من طريقة تحركاتنا أننا نثق فيه".

وسار الحارس البرازيلي الاحتياطي فيكتور على المنوال ذاته، وقال لموقع FIFA.com: "لا حاجة للكلام الكثير في مثل تلك الأوقات". ثم أضاف صاحب الصولات والجولات في الركلات الترجيحية والذي قاد أتليتيكو مينيرو إلى نيل كوبا ليبرتادورس بعد اللجوء إلى ركلات الحظ ثلاث مرات: "يجب على المرء أن يعبر عن الثقة بوجهه وقسماته".

واستعاد جوليو سيزار الهدوء والسكينة في طريقه نحو الشباك، وكانت وجنتاه مبتلة بالدموع، وأكد لـ FIFA: "حاولت التركيز، وعدت إلى النزال من جديد". وما كان هذا الهدف ليتحقق لولا نسيان الحارس الأمين لأحاسيسه وعودته إلى ما رآه وما سمعه. وقد ذَكَّرَ فيكتور بهذا الأمر مصرحا: "درسنا قبل المباراة لاعبي التشيلي المتخصصين في الركلات الترجيحية، وحللنا بعض مقاطع (ماوريسيو) بينيا، وأدركنا أنه متعود على التسديد في الوسط". ثم أضاف: "يظهر الحارس الكبير في مثل هذه اللحظات، حيث تحلى جوليو بالهدوء رغم الضغوط في تلك الأثناء، وقام بما يجب فعله، لم يتحرك وتصدى للتسديدة".

ولم يشاهد الكابتن تياجو سيلفا الركلات الترجيحية، وفضل على عادته الابتعاد قدر الإمكان، حيث صرح لـ FIFA: "لا أدري من سجل ولا من أهدر، ولا كيف سارت الأمور. لا شيء. لا أمتلك الشجاعة الكافية لذلك".

ولن يحتاج الكابتن البرازيلي من الآن فصاعدا متابعة ركلات الحظ، فهو يعلم أن جوليو سيزار جاهز لحماية العرين حتى وإن لم يشاهده بأم عينيه، وهو ما كان يدركه فيليباو منذ زمن بعيد. 

http://img.fifa.com/mm/photo/tournament/competition/02/38/87/97/2388797_full-lnd.jpg



جدول  ترتيب الأندية  البرازيلية

قصة حياة

زيكو
زيكو

البرازيل في نهائيات كأس العالم


البرازيل في كوبا أميركا


ذكريات رونالدو