Dec
27

السيليساو يقلب الطاولة

قسم: المنتخب البرازيلي ,  الكاتب: ,  المصدر: موقع FIFA ,  التاريخ: الجمعة ,27 كانون الأول 2013


كان الجو في أول مؤتمر صحفي لفيليبي سكولاري، بعد تعيينه كمدرب للمنتخب البرازيلي، مشحوناً بالتوتر. حيث تولى المدرب في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2012 الإشراف على فريق تحوم الشكوك حوله. وكان صريحاً في خطابه: لسنا المرشحين في الوقت الحالي.


وقد تبدو هذه الجملة مفاجئة بالنسبة لمحبي الساحرة المستديرة الذين ليسوا على علم بحيثيات السيليساو. إذ في هذا التصريح كان يشير إلى الفريق الوحيد الفائز بخمس كؤوس عالمية. وزيادة على ذلك، سيلعب على أرضه ويمتلك جيلاً واعداً بقيادة نجم شاب لا يوجد أي سقف له. بيد أنه في واقع الأمر لم تكن البرازيل تمر بأفضل أحوالها بعد استقالة مدربها السابق مانو مينيزيس، الذي عُيِّن سنتين قبل ذلك لقيادة سفينة لا تقبل للظفر بالكأس بديلاً. وهذا أمر يعلمه خليفته تمام العلم.

حيث قال فيليباو في ذلك المؤتمر الصحفي "الفوز باللقب أمر واجب بالنسبة لنا. قد لا نكون مرشحين، ولكننا نسعى أن نصبح الأقوى مع مرور الوقت وسنعمل من أجل ذلك". أخذ كثيرون تصريحاته على أنها مجرد استعراض للعضلات أو توهّم مدرب عفا عليه الزمن، حسب تعبير أشد المنتقدين. إلا أن كلماته هذه كان لها وقع مختلف يوم الأحد 30 يونيو/حزيران عندما عاش ملعب ماراكانا نشوة كبيرة بعد عرض لا يُنسى أمام أسبانيا بطلة العالم وأوروبا: انتصار بنتيجة 3-0 واستعادة الثقة في النفس.

التنظيم
عندما وافق المدرب على قيادة المنتخب قبل ما يقرب من عام ونصف من العرس الكروي في البرازيل، كان يجب الرجوع إلى الماضي لإيجاد تقارير إيجابية حول المنتخب الذي قاده فيليباو سنة 2002، إذ أن حاضره لم يكن مشجعاً بعد هبوط فريقه بالميراس إلى دوري الدرجة الثانية. وفي مسابقة كرة القدم الأوليمبية لندن 2012، فشلت كتيبة كانارينيا مرة أخرى في إحراز الميدالية الذهبية، رغم أنه استدعى معظم اللاعبين البارزين. وعلاوة على ذلك، لم تكن جولة المباريات الودية موفقة أمام القوى التقليدية في كرة القدم.

وبالرغم من الشكوك التي كانت تحيط بالفريق، لم يتوان المدرب في مواجهة المنتخبات القوية في المباريات الأولى، حيث كان يسعى إلى اختبار اللاعبين. إلا أنه واجه صعوبات كبيرة. وفي النهاية، عندما اجتمع الفريق لخوض غمار كأس القارات، لم تكن حصيلة مبارياته ضد خصومه الرئيسيين تبعث على التفاؤل: خسارتان ضد الأرجنتين وتعادل وخسارة ضد إنجلترا، إضافة إلى تعثره أمام ألمانيا وفرنسا.
يشك بعض الناس في كلمتنا بأننا سنكون أبطالاً. بما أننا نلعب في البرازيل، فليس هناك فرضية أخرى
فيليبي سكولاري

بيد أن السيليساو استفاد من هذه المباريات بصفة عامة. فبعد ستة أشهر، تمكن فيليباو من التعرف على نقاط ضعف فريقه. وتتم كل الأمور وفق ما خطط له، حيث يقول سكولاري، الذي كان مرفوقاً بالمنسق الفني كارلوس ألبرتو باريرا ومساعده فلافيو مورتوزا، في كلمة ألقاها هذا الشهر "هدفنا الفوز بكأس العالم. قدمنا للاتحاد البرازيلي لكرة القدم وثيقة تشمل كل العمل الذي ننوي القيام به حتى نهاية كأس العالم. خلال الاستعدادات، اقترحنا مواجهة منتخبات ذات مستوى جيد لاكتساب أساس جيد".

وبعد تشكيل النواة، كانت الخطوة التالية هي تعزيز هوية الفريق الذي كان يملك موهبة شباب من أمثال نيمار وأوسكار لخلق اللعب، كما أنه كان يتميز بمدافعين من الطراز الرفيع على غرار تياجو سيلفا وداني ألفيس. وكان التحدي يتجلى في جمعهم في كتلة متماسكة.
 
وفي هذا السياق، كان لطول مدة الاستعدادات دور حاسم. حيث يمكن ملاحظة أن جواً مختلفاً كان يعم قبل بداية كأس القارات. ويسترجع باريرا قائلاً "تطرق فيليباو إلى الجانب التكتيكي في حديثه مع اللاعبين. وفي أثناء ذلك، وليشعر بالمجموعة، سألهم إذا كانوا يفضلون فرض الرقابة في وسط الملعب أم في الأمام. كان الجواب بالإجماع، حيث أكد اللاعبون أنهم سيقومون بالضغط في منطقة الهجوم. هذا نتاج الثقة والعمل. كانوا يثقون في تحقيق إنجاز جيد، وهذا ما تم".

في الواقع، نجح السيليساو في خنق خصومه في يونيو/حزيران؛ أولاً بفضل تفانيه في العمل على رقعة الملعب، لتبرز بعد ذلك مهاراته الطبيعية لصنع الفارق. ما هي النتيجة يا ترى؟ بإنجازته المقنعة، لم يظفر باللقب فحسب، بل، ما هو أهم من ذلك، حصل على دعم المشجعين وكان لذلك قيمة لا تُقدّر.

التحسن ممكن
من الواضح أن إحراز كأس القارات لا يضمن النجاح في كأس العالم. وخير مثال على ذلك هو باريرا نفسه الذي تُوج بطلاً عام 2005 ودونجا الذي فاز بالبطولة في نسخة 2009. ولكن بالنظر إلى سيناريو السنة الماضية، يبدو التقدم واضحاً، بعدما تمكن المدرب من تغيير منحى اللعب.

حيث يقول سكولاري "كحصيلة عامة، تمكنا من تحديد نظام تكتيكي محكم. استطعنا تشكيل مجموعة جيدة وصنع فريق، بغض النظر عمن يلعب؛ سواء كان أساسياً أو احتياطياً. نجحنا في تحقيق نتائج مهمة ابتداءاً من وقت معين، ونظمنا في الفريق كل ما خططنا له العام الماضي".

ومن الطبيعي توقع وجود العديد من اللاعبين الذين فازوا على اليابان والمكسيك وإيطاليا وأوروجواي وأسبانيا في القائمة النهائية في 7 مايو/آيار. لا سيما وأن كتيبة السامبا لن تخوض إلا مباراة ودية واحدة في مارس/آذار ضد جنوب أفريقيا قبل الإعلان عن هذه القائمة.

غير أن هذا لا يعني أنه تم الحسم في اللاعبين الذين سيتم استدعاؤهم. في الشهر الحالي مثلاً، سافر سكولاري إلى أوروبا لمشاهدة مباريات لاعبين برازيليين. وفي المباريات الودية التي تبعت لقب كأس القارات، تم اختبار أسماء أمثال روبينيو وويليان وماكسويل وأبلوا البلاء الحسن. ودائما ما تراود المدربين الشكوك، حيث تعتبر قائمة اللاعبين صداعاً في الرأس بالنسبة لهم.

وصرح المدرب البرازيلي قائلاً "أراقب 45 اسماً منذ البداية. لدي اليوم في لائحتي 25 لاعباً. يجب أن أقوم باختيارهم". وأردف قائلاً "أنا راضٍ تماماً. لكن يمكن التحسن. سأشاهد المزيد من المباريات لأرى إن كان ممكناً إضافة لاعب أو اثنين. نواصل المراقبة ويمكن أن تظهر الفرصة. قد يمكن حدوث جديد".

ويبدو أن سياق المقابلات الأخيرة لربان سفينة السيليساو لا يختلف كثيراً عن سياق مؤتمره الصحفي الأول. حيث أكد مرة أخرى: "يشك بعض الناس في كلمتنا بأننا سنكون أبطالاً. بما أننا نلعب في البرازيل، فليس هناك فرضية أخرى. علينا أن نتبنى هذا الموقف". ومع نهاية سنة 2013، يمكن اعتبار المنتخب البرازيلي من بين المرشحين للظفر بكأس العالم FIFA، ولا أحد يشكك في هذا الأمر.


http://ar.fifa.com/mm//Photo/Tournament/Competition/02/12/52/46/2125246_FULL-LND.jpg



جدول  ترتيب الأندية  البرازيلية

قصة حياة

زيكو
زيكو

البرازيل في نهائيات كأس العالم


البرازيل في كوبا أميركا


ذكريات رونالدو