رجحت مباراتا ذهاب نصف نهائي كوبا ليبرتادورس كفة كل من كورينثيانز وبوكا جونيورز. حيث أطاح أبطال البرازيل بغريمهم سانتوس، حامل لقب النسخة الماضية من هذه المسابقة، بنتيجة 1-0، وخطوا بذلك خطوة مهمة نحو التأهل إلى النهائي القاري لأول مرة في تاريخ هذا النادي. بينما ضربت الكتيبة الأرجنتينية بقوة، وانتصرت في عقر الدار بواقع 2-0 ضد يونيفيرسيداد دي تشيلي، وأضحت بذلك قاب قوسين أو أدنى من خوض موقعة النهائي للمرة العاشرة.

 
وتبدو مهمة سانتوس ويونيفيرسيداد دي تشيلي صعبة، لكنهما يمتلكان الأسلحة الضرورية لقلب الآية، وانتزاع التأهل المنشود. وفيما يلي، يقدم لكم موقع FIFA.com تحليلاً لحيثيات هاتين الموقعتين الحاسمتين.

موقعتان حاسمتان
كورينثيانز (البرازيل) – سانتوس (البرازيل)
الأربعاء، 20 يونيو/حزيران، 21:50 بالتوقيت المحلي – ملعب باكايمبو، ساو باولو
لم تؤثر تجربة سانتوس الطويلة في مسابقة كوبا ليبرتادورس على عزيمة لاعبي كورينثيانز. فقد أبلوا البلاء الحسن في أول ظهور لهم في المربع الذهبي منذ 12 سنة، وفرضوا سيطرتهم على موقعة ملعب فيلا بيلميرو، حيث نجحوا في انتزاع النصر بهدف إيمرسون الجميل. كما كان كورينثيانز متراص الصفوف في الدفاع، وتمكن من الحد من خطورة نيمار ورفاقه، محافظاً على نظافة شباكه في هذه المسابقة.

هذا ويواجه المدرب تيتي مشكلتين قبيل موقعة الإياب، حيث تتمثل أولاهما في غياب بطل مباراة الذهاب إيمرسون بسبب الطرد وتعويضه بويليان، بينما تتجلى ثانيهما في إصابة المدافع تشيكاو واحتمال غيابه عن لقاء الأربعاء. وفي المقابل، لم يفقد عشاق سانتوس الأمل، حيث يمنون النفس في أن يستعيد نيمار بريقه، وأن يكون جانسو، العقل المدبر، أكثر جاهزية بعد عودته أخيراً من الإصابة. وقد سار الظهير أروكا على هذا المنوال، وأكد قدرة الفريق على قلب الموازين، حيث صرح بنبرة متفائلة: "لقد أصابنا الإحباط بعد الهزيمة، بيد أننا نمتلك المقومات الضرورية لقلب هذه النتيجة. ألا يمكننا الذهاب إلى هناك والعودة بالإنتصار؟"

يونيفيرسيداد دي تشيلي (تشيلي) – بوكا جونيورز (الأرجنتين)
الخميس، 21 يونيو/حزيران، 20:15 بالتوقيت المحلي – ملعب ناسيونال، تشيلي
لم يجد بوكا جونيورز أدنى صعوبة في التغلب على غريمه التشيلي في موقعة الذهاب، خصوصا أمام جماهيره الغفيرة، وعلى رأسها نجوم من طينة مارادونا وتيفيز وباليرمو. حيث اهتزت شباك التشيليين مرتين في قلعة البونبونيرا، وذلك بفضل كل من سانتياجو سيلفا وخوان سانشيز مينيو. كما تستعد كتيبة المدرب خوليو فالسيوني لخوض مباراة مهمة في الدوري الختامي المحلي، وهي مقبلة أيضا على نهائي كأس الأرجنتين، لذلك تمني النفس بتأكيد التفوق والتأهل لنهائي لبيرتادوريس من أجل رفع المعنويات، إذ في حال صعود البوكا إلى موقعة الحسم فإنه سيعادل عدد المرات التي تأهل فيها غريمه بينيارول لنفس الدور، وسيكون قريباً من إحراز اللقب الغالي لسابع مرة في تاريخه، وهو رقم قياسي يبقى حتى الآن في حوزة إنديبندينتي. وتحوم بعض الشكوك حول مشاركة اللاعبين خوان إينساورالدي وكليمينتي رودريجيز في مباراة العودة.

في المقابل، كان أداء فريق يونيفيرسيداد دي تشيلي دون مستوى التطلعات في موقعة الذهاب، وأبدى مدربه خورخي سامبولي امتعاضاً كبيراً من النتيجة، حيث صرح: "كنت أتمنى أن تسير الأمور على نحو مختلف، وأن نتمكن على الأقل من خلق فرص سانحة للتسجيل." رغم ذلك ما زالت حظوظ التشيليين قائمة، وما زال بعضهم يحلم بحدوث معجزة كتلك التي أنقذت الفريق في ثمن النهائي ضد ديبورتيفو كيتو، حيث انتصر أبناء العاصمة سانتياجو بنتيجة 6-0 بعد أن انهزموا ذهاباً بواقع 4-1.

نجم تحت الأضواء
كاسيو (كورينثيانز)
كان الحارس كاسيو (1.95م) محترفاً في هولندا من 2007 إلى 2011، وقد حظي بهالة كبيرة في الأوساط الكروية البرازيلية بعدما تعاقد مع كورينثيانز، حيث أبهر المتتبعين بتدخلاته الحاسمة واستماتته في الدفاع عن العرين. وحافظ كاسيو على نظافة شباكه منذ انطلاق أدوار خروج المغلوب، أي طوال أكثر من 450 دقيقة، فهل سيتجاوز هذا السقف، ويبلغ عتبة 540 دقيقة دون أهداف، ليضمن تأهل فريقه إلى أول نهائي في تاريخه؟

هل تعلم؟
كانت أذهان لاعبي الفرق الأربعة المقبلة على المربع الذهبي مشتتة نهاية الأسبوع المنصرم، حيث كلفهم غياب التركيز غالياً لتتجرع أنديتهم مرارة الهزيمة على الصعيد المحلي. فقد اندحرت كتيبة البوكا بلاعبيها الأساسيين ضد آرسنال ساراندي بواقع 3-0، وأصبحت حظوظ فوزها باللقب مهددة. وينطبق الأمر ذاته على يونيفيرسيداد، المنهزم 2-0 ضد كولو كولو في نصف نهائي الدوري الإفتتاحي التشيلي، وعلى كورينثيانز وسانتوس المنهزمين تباعاً ضد بونتي بريتا وفلامينجو ضمن منافسات الدوري البرازيلي.

التصريحات
"يجب أن نظهر بوجهنا الحقيقي خلال هذا الأسبوع، ما زالت الثقة في النفس موجودة، وما زالت الرغبة في الفوز قائمة. لدينا تجارب سابقة تؤكد أن بإمكاننا قلب الموازين. نحن واثقون من قدرتنا على استدراك ما فات،" لاعب وسط ميدان يونيفيرسيداد دي تشيلي مارسيلو دياز.