ريفيلينو

  المصدر: موقع FIFA


  روبيرتو ريفيلينو، القدم اليسرى الذهبية



من المؤكد أن رد الفعل الذي سيلاقيه أي شخص يشير اليوم للاعب الدولي البرازيلي السابق روبيرتو ريفيلينو باعتباره ممن ينتمون لنادي بالميراس هو العجب والاستنكار، ولاسيما من عشاق كورينثيانز. ولكن الحقيقة هي أن ريفيلينو ينتمي إلى أسرة كل أفرادها من محبي بالميراس، وكان هو نفسه يشجع بالميراس. وقد كان يبلغ من العمر ست عشرة سنة حين لعب مع ناديه بانيسبا ضد نادي بالميراس في نهائي دوري ساو باولو للشباب لكرة القدم داخل الصالات، فلفت أنظار أحد المسئولين بنادي بالميراس والذي لم يتردد في استدعائه لإجراء اختبارات الفريق.

وذهب ريفيلينو متحمساً وشارك في تدريبات النادي مرتين، ولكن في المرة الثالثة قال المدرب ماريو ترافاجليني مخاطباً إياه وبعض المستجدين ممن كانوا يتدربون معه: "اسمعوا، إذا رغبتم بارتداء قمصان النادي، فارتدوها، لكنني لست واثقا من أنكم ستتدربون".

حينئذ غضب الشاب الأعسر الذي كان مؤمناً كل الإيمان بقدراته وإمكانياته، وخاصة براعته في استخدام قدمه اليسرى، فغادر النادي عاقداً العزم على ألا يعود إليه، وبعد أشهر قليلة كان قد انضم لصفوف شباب نادي كورينثيانز.

وكانت تلك هي الانطلاقة الحقيقية لريفيلينو، الذي استيقظ مع مرور الأيام على واقع اكتسابه لموهبة خارقة، وهو ما ساعده على التدرج بسرعة في فئات النادي دون الحاجة للتنافس مع العشرات من أقرانه لكسب مكانته. وبدوره، ربح النادي واحداً من أبرز نجومه على مر التاريخ، إن لم يكن أبرزهم على الإطلاق. وقد أعرب روبيرتو بعد ذلك عن عرفانه وتقديره لاحتضان النادي له وحسن رعايته إياه، فقال: "لقد رحب بي كورينثيانز بذراعين مفتوحتين ومنحني الفرصة لأحقق كل ما حققته في حياتي. إنه بمثابة منزلي الثاني".

جناح رهيب ومهاجم قدير
فاز ريفيلينو بالعديد من البطولات، لكن أهمها تظل وبدون شك كأس العالم المكسيك 1970 FIFA. لقد لعب ريفيلينو بقميص السيليساو لأول مرة وهو في سن التاسعة عشرة سنة 1965، وضمن مكانه كلاعب أساسي انطلاقاً من 1968. ولم يكن الطريق إلى السيليساو مفروشا بالورود أمامه رغم أنه كان من نجوم تلك الفترة في الدوري البرازيلي، إذ كانت المنافسة شديدة على مقعد أساسي في وسط الميدان أو الهجوم، وهي المراكز التي كانت تعج بأسماء لامعة وأسطورية، حيث كان ريفا يلعب بالقميص رقم 10 كرأس حربة، وهي نفس الوظيفة التي كان يؤديها توستاو لاعب كروزيرو، وجايرزينيو لاعب بوتافوجو، والأسطورة بيليه الذي كان يبدع مع سانتوس.

لكن سرعان ما تغيرت الأمور قبل انطلاق مونديال المكسيك بعدة أشهر، وتحديدا بعد اختتام مرحلة التصفيات، إذ ترك المدرب جواو سالدانيا دفة قيادة سفينة السيليساو لخلفه زاجالو، الذي قام بتغييرات جوهرية، فسنحت الفرصة أمام ريفيلينو وسط كوكبة من عمالقة كرة القدم على مر التاريخ. ولم يترك فقدانه للقميص رقم 10 وارتدائه للقميص رقم 11 بدلاً منه أثراً يذكر على معنوياته، فقد اضطلع بدور الجناح الأيسر وشكل إلى جانب بيليه وتوستاو وجايرزينيو وجيرسون منتخباً مثالياً في سنوات السبعينات، وهو المنتخب الذي يسجل التاريخ أسماء لاعبيه بأحرف من ذهب.

لقد كان المنتخب البرازيلي سنة 1970 منتخباً رهيباً، أبدع لاعبوه ورقصوا السامبا البرازيلية أمام الملايين في المكسيك، ونالوا عن جدارة واستحقاق اللقب العالمي. وكان ريفيلينو من اللاعبين الذين ساهموا في الفوز بهذا اللقب بتسجيله لثلاثة أهداف، الأول أمام تشيكوسلوفاكيا، والثاني في دور الثمانية أمام بيرو، والثالث في المربع الذهبي أمام الأوروجواي.

وكانت تلك الأولى من كؤوس العالم الثلاث التي خاضها "ملك بارك ساو جورج الصغير"، وهو اللقب الذي ورثه ريفيلينو عن الأسطورة بيليه مع القميص رقم 10 بالسيليساو. ورغم اضطلاعه بدور القائد والنجم الأول لكتيبة السامبا، فقد ذاق برفقتها مرارة الإخفاق في كأس العالم ألمانيا 1974 FIFA التي احتلوا فيها المركز الرابع، والشيء نفسه في الأرجنتين 1978، التي احتلوا فيها المركز الثالث بقيادة كلاوديو كوتينيو.

تضييع الألقاب
لم يكن إطلاق عشاق كورينثيانز للقب "ملك بارك ساو جورج الصغير" على روبيرتو ريفيلينو عبثياً، فقد تميز هذا الداهية بمراوغاته الفريدة وتسديداته الصاروخية من خارج منطقة الجزاء والتي صنعت منه رمزاً لا ينسى بصفوف كورينثيانز، بغض النظر عن الألقاب التي أضاعها الفريق الذي كان يعيش مرحلة فراغ أثناء رحلة ريفيلينو معه، صام خلالها عن الألقاب 23 سنة، باستثناء لقب دوري ريو دي جانيرو ـ ساو باولو لسنة 1966، الذي تقاسمه كورينثيانز مناصفة مع أندية بوتافوجو وسانتوس وفاسكو بسبب مشاكل طرأت على جدولة مبارايات نصف النهائي. ومع ذلك، نال الفريق لقب بطولة ساو باولو لسنة 1954، الذي كان أبرز ما حققه الفريق في تلك الحقبة.

وواصل الفريق رغم سوء الحظ بحثه عن الألقاب وسنحت له فرص عديدة، كان أبرزها خوضه لنهائي بطولة ساو باولو لسنة 1974 أمام بالميراس. وكانت مناسبة لا تعوض للتتويج بلقب غال، لكن الكلمة الفصل في ملعب مورومبي الذي امتلأت جنباته بعشاق كورينثيانز كانت لبالميراس، الذي أنهى المواجهة لصالحه بهدف دون رد، وخاب أمل ريفيلينو الذي حمل حقيبته فوق ظهره وغادر الملعب مشيا على الأقدام مطأطئ الرأس. لقد كان وداعاً وفراقاً مريرا لفريق أحبه حتى النخاع. كان غضب الجمهور من تصرفه شديداً، ونعتوه بلقب القدم الباردة، واللاعب الذي لم يستطع قيادة كورينثيانز لنيل الألقاب. ولا يتردد ريفيلينو في التأكيد على أنها كانت إحدى أحزن ذكرياته في مسيرته كلاعب، وقال بعد أن وعد عشاقه بتعويض الإخفاق في الدوري المحلي بالفوز بلقب كأس العالم 1970: "لقد كان شيئاً عبثياً بدون شك. لكنني أتفهم موقف الجماهير بعد تلك النكسة. لا أدري، ربما لم يكن قدري الفوز بلقب مع كورينثيانز ".

الأعسر المبدع
ومع توالي الإخفاقات، والاكتفاء دائماً بتقديم العروض الجيدة والخروج بخفي حنين من البطولات، باع كورينثيانز روبيرتو ريفيلينو إلى فلومينينسي. ولم يمر من الوقت إلا القليل حتى أدرك التريكولور أنه عزز صفوفه بلاعب من ذهب، كان تغييره للأجواء مفتاح إعادة بعثه للملاعب كهداف ونجم يسجل ويراوغ ويبدع بلا كلل أو ملل. وكانت أولى محطات تألقه هي المباراة الودية التي جمعت ناديه الجديد بناديه السابق كورينثيانز، وهي المواجهة التي فاز بها فلومينينسي 4ـ1 على ملعب ماراكانا بحضور 100000 متفرج، وشهدت تسجيل ريفيلينو لثلاثة أهداف بالتمام والكمال. وتحول ريفيلينو مع مرور المباريات إلى النجم الأول في التريكولور، الذي حصد الأخضر واليابس وفاز في موسمين متتابعين ببطولة ساو باولو، سنتي 1975 و1976، تحت قيادة نفس المدرب ماريو ترافاجليني الذي لم يسمح لريفيلينو بالتدرب مع بالميراس قبل 14 سنة من ذلك.

ولم يطرد كورينثيانز النحس الذي رافقه والصيام عن الألقاب إلا سنة 1977، في النهائي الذي تابعه ريفيلينو من ريو دي جانيرو والذي أدخل البهجة إلى قلبه على حد قوله.

واطمأن بال ريفيلينو بعد ذلك، ولم يعد ذلك اللاعب الذي ارتبط اسمه بعقم كورينثيانز في الفوز بالألقاب، بل أصبح نجماً كامل الأوصاف بدون نعوت قدحية، لأن الشيء الوحيد المؤكد هو أنه، بغض النظر عن النتائج المسجلة في ختام أي بطولة، لا أحد كان يشكك في براعة ودهاء ريفيلينو وما كان باستطاعته فعله بقدمه اليسرى.

ويعد ريفيلينو واحداً من النجوم القلائل الذين حظوا بإعجاب الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا، الذي صرح بأن ريفيلينو أدرك منذ تجاربه المحبطة الأولى أن سر تألقه يكمن في قدمه اليسرى، وقال: "لقد كنت أشاهد مباريات البرازيل منذ نعومة أظافري. لم أكن مشدوهاً كالآخرين لأداء بيليه بقدر ما كنت أتابع تحركات ريفيلينو. لقد كان مثلي الأعلى وألهمتني مراوغاته الممتازة وتمريراته الدقيقة وتسديداته الصاروخية بالقدم اليسرى. ربما لم يفعل الشيء الكثير بقدمه اليمنى، لكن يسراه مررت وسجلت وراوغت. لقد كان مبدعاً بحق".

بيانات شخصية:
تاريخ الميلاد: 1 يناير/كانون الثاني 1946، ساو باولو (البرازيل)
المركز: وسط ميدان مهاجم    
الأندية التي لعب لها: كورينثيانز (1965ـ 1974)، وفلومينينسي (1974ـ 1978)، والهلال (1978ـ 1981)
المشاركات مع المنتخب: 92 (26 هدفاً)

الإنجازات:
ـ بطل كأس العالم FIFA (1970)
ـ ثلاث مشاركات في كأس العالم (1970، و1974، و1978)     
ـ لقب بطولة ريو دي جانيرو ـ ساو باولو (1966)   
ـ لقبان ببطولة ساو باولو (1975، 1976)
ـ ثلاثة ألقاب في الدوري المحلي في المملكة العربية السعودية (1979، و1980، و1981)



منتخب البرازيل

» التسمية: السيليساو
» المدرب: مانو مينيزس
» الهداف: بيليه 77 هدف
» الملعب الرئيسي: الماراكانا
» الأكثر مشاركة: كافو 142
» أعلى تصنيف: الأول Sep/1993
» أدنى تصنيف: 18 - Nov/2001
» االمباراة الرسمية الأولى: ضد الأرجنتين في 20/9/1914
» أكبر فوز: البرازيل 14 × 0 نيكاراغوا في المكسيك 17/10/1975
» أكبر خسارة: البرازيل 0 × 6 الأورجوي في الأورجوي 18/9/1920
» كأس العالم: 5 بطولات
» كأس القارات: 3 بطولات
» كوبا أميركا: 8 مرات

الطاقم الفني

» المدرب: مانو مينيزس
» المساعد: سيدني لوبو
» المساعد الثاني: رافييل فييرا
» مدرب الحراس: فرانسيسكو سيرسوسيمو
» مدرب اللياقة: كارلينهوس نيفيز
» الفيزيائي: أودير دي سوزا

البرازيل في نهائيات كأس العالم


البرازيل في كوبا أميركا


ذكريات رونالدو