Dec
22

أتليتيكو؛ من التوتر إلى الارتياح

قسم: الأندية البرازيلية ,  الكاتب: ,  المصدر: موقع FIFA ,  التاريخ: الأحد ,22 كانون الأول 2013


بعد خيبة الأمل الكبيرة التي حصدها أتليتيكو مينيرو إثر الخسارة أمام الرجاء البيضاوي، انتاب النادي البرازيلي شعور أكثر خطورة في مباراة تحديد المركز الثالث أمام نادي جوانجزهو إيفيرجراندي في كأس العالم للأندية المغرب 2013 FIFA: التوتر.

انتزع أتلتيكو مينيرو البرازيلي فوزاً صعباً وقاتلاً أمام جوانجزهو إيفرجراندي الصيني 3-2 ليكسب المركز الثالث في كأس العالم للأندية المغرب 2013 FIFA.

لم يكن هناك أدنى فرصة لجس النبض، وانطلق لاعبو أتلتيكو للهجوم، ومن أول فرصة عكس الظهير الأيمن روتشا كرة عرضية داخل المنطقة انقض عليها تارديلي وسبق المدافع ليهز الشباك الصينية (2).

هذا الهدف كان له وقع عكسي على المجريات، حيث لم يسقط لاعبو جوانجزهو في فخ "اليأس المبكر" وبادروا للهجوم دون خوف، وأظهر إيلكسون ذلك عندما انتزع الكرة من قلبي الدفاع، ودخل المنقطة المحرمة، ليطلق تسديدة قوية ضربت العارضة ليعيدها جاو لين على باب المرمى ويسكنها موريكي في الشباك المشرعة مسجلاً هدف التعادل (9).

وحاول فيرناندينيو القيام بردة فعل قوية، فسدد كرة قوية علت العارضة بقليل، ثم عاد روتشا ليعكس كرة عرضية قابلها جو دون تردد، إلا أن الحارس لي شواي كان حاضراً لانقاذها للركنية (12).

لم تعالج الأخطاء الدفاعية للفريق البرازيلي، فمرر كونكا كرة عميقة إلى جاو لين، سدد لترتد من الحارس وتعلو في الهواء، حاول اعادتها برأسه لكنه تعرض للإعاقة من لوكاس، لتكون ركلة الجزاء التي نفذها كونكا بثقة عن يمين الحارس فيكتور (15).

انتعش لاعبو جوانجزهو بعد هذا التقدم، وبدا أنهم سيطروا على المجريات وبات تواجدهم دائماً في ملعب منافسهم، ولاحت فرصة أمام كونكا لتسجيل هدف ثالث، فسدد كرة مباشرة منحرفة، لكن الحارس تنبه لها وأنقذها للركنية (23).

اعتمد لاعبو مينيرو على الهجمات السريعة والمرتدة، لم ترتق الهجمات للخطورة المنشودة، وتعهد رونالدينيو باقلاق راحة الحارس، فسدد كرة مباشرة من مسافة متوسطة سيطر عليها الحارس على دفعتين (37)، ولكن الركلة الأخيرة في الشوط كان لها وقع السحر، حيث سدد رونالدينيو كرة من قوس المنطقة مرت فوق الحائط وهزت الشباك مسجلاً هدف التعادل (45).

عاد الشوط الثاني بذات "السيناريو" تقريباً، حيث اندفع في بدايته لاعبو أتلتيكو للهجوم بحثا عن هدف التقدم، وكاد أن يتحقق ذلك بعد أن عكس رونالدينيو ركنية ارتقى لها بيير وسددها لترتد من القائم الأيسر (51).

أظهر لاعبو جوانجزهو خطورة فائقة عبر المتدات السريعة التي أظهرت الضعف الدفاعي، حيث ضغط موريكي وإيلكسون على الدفاع داخل المنطقة، لتتهادة الكرة أمام كونكا وهو على مسافة قريبة، لكنه أطاح بها فوق المرمى بشكل غريب (56).

وسرعان ما مرر كونكا كرة ذكية بين الدفاع "الوهمي" وترك موريكي في المواجهة، لكن الحارس أنقذ الموقف لحساب الركنية، عكسها كونكا وارتقى لها إيلكسون وسددها برأسه ذكية لكن العارضة كانت بالمرصاد بدلا من فيكتور (57).

وبدا أن سيطرة لاعبي مينيرو واضحة في وسط الملعب، وهو ما تعامل معه لاعبو جوانجزهو بحنكة، فتراجعوا للدفاع عن مرماهم تفادياً لأي هدف جديد. وحاول البديل البرازيلي لوان فاخترق المنطقة بمهارة ومرر الكرة نحو رونالدينيو الذي سددها نحو المرمى الخالي من حارسه، لكن المدافع كيم جوون كان بالمرصاد وأنقذ الفرصة عن خط المرمى (70).

وعرفت الأحداث انقلابات كبيرة في اللحظات الحاسمة، حيث طرد رونالدينيو بالبطاقة الحمراء، مما ضاعف أطماع الفريق الصيني للتقدم بغية الاستفادة من النقص العددي، لكن أتلتيكو حقق الصعب، عندما مرر تارديلي كرة ذكية نحو لوان الذي كسر مصيدة التسلل وواجه الحارس ليسدد عن يساره محرزاً الهدف الثالث ومانحاً فريقه الفوز بالمركز الثالث.
 
لتجنب هزيمته الثانية - وأسوء مشاركة لفريق برازيلي في تاريخ البطولة -، كان على كتيبة جالو إيجاد جرعة حماس إضافية، وهذا ليس في الأيام التي تبعت سقوطه في نصف النهائي فحسب، بل أيضاً في مباراة يوم السبت ضد الصينيين التي كانت أكثر تعقيداً مما كان يتوقعه الكثيرون.

وتحول التوتر الذي ساد في اللحظات الأولى من المباراة إلى ارتياح في الأخير بعد الهدف الذي سجله لوان لتنتهي المباراة بنتيجة 3-2، وذلك بعد دقائق من الصدمة الكبيرة التي تلقاها الفريق إثر طرد رونالدينيو. وفي تلك اللحظات الأخيرة، حيث كانت  المباراة تتطلب تحويل المشاعر السلبية إلى جرأة وشجاعة.

حيث قال تارديلي في حوار خص به موقع FIFA.com “صحيح أننا دخلنا الملعب وكان يحوم الشك حولنا بعد كل ما جرى في المباراة الأخيرة. كنت أشعر بالتوتر لأنه لا يمكننا خسارة المباراة وزيادة الطين بلة.” وأردف قائلاً “وقف الحظ إلى جانبنا وسجلنا الهدف في الدقيقة الثانية، واعتقدنا أن هذا سيساعد على تهدئتنا. ولكن بعد فترة قصيرة غيروا  مجرى المباراة. لحسن الحظ لدينا فريق يمتلك الخبرة، ورغم أننا أنهينا المباراة بعشرة لاعبين تمكنت من تمرير الكرة لتحقيق الهدف في اللحظات الأخيرة من المباراة.”

وبعد ضمان المركز الثالث، كان يشعر تارديلي بالراحة أكثر من السعادة لأن هذا الانتصار لن يمحو الحزن الذي يخيم عليه بعد تبخر حلم الظفر باللقب. وكانت النتيجة في الأخير أقل بكثير مما كانت تتوقعه المجموعة في عام تاريخي كانت فيه الآمال عالية لإنهائه في أحسن حال. وأكد تارديلي قائلاً “كان يتعين علينا إعطاء أهمية كبيرة لهذه المباراة، رغم أنها لتحديد المركز الثالث. لم تكن بالطبع النتيجة التي كانت تنتظرها المجموعة، ولكن على الأقل نخرج من البطولة ورؤوسنا مرفوعة.”

ثم أضاف مسترسلاً “لا يمكن لكرة القدم البرازيلية أن تحتل أبداً المركز الثالث، يجب أن تقاتل دائماً لتحقيق الألقاب. ولكن بما أنها كانت أول فرصة بالنسبة لأتليتيكو في كأس العالم للأندية فأعتقد أنها كانت بمثابة تجربة لا بأس بها.”

عهد جديد
كانت نهاية مشاركة أتليتيكو في كأس العالم للأندية بمثابة نهاية عهد، خاصة وأن كوكا قاد الفريق آخر مباراة له قبل أن يرحل إلى الصين (شاندونج لونينج)، وبلغ النادي تحت إمرته أوجّه بعد الفوز بكوبا ليبيرتادوريس لأول مرة في تاريخه.

ورغم أنها لم تكن أفضل لحظة لإلقاء الخطابات أو لاحتفالات الوداع، كان يجب مواجهة توديع ربان السفينة وبداية عهد آخر - تحت إشراف باولو أوتوري الذي فاز بلقبي ليبيرتادوريس مع كروزيرو (1997) وساو باولو (2005)-  بشكل إيجابي.

وأبرز تارديلي قائلاً “لم تسنح الفرصة للحديث هناك في النهاية لأن تلك اللحظة كانت لنا فقط وكنا نريد إنهاء البطولة بكرامة. ولكن هذا يضفي قيمة مضافة على السنة التي قدمناها. ولهذا لا نملك إلا شكر كوكا على العمل الكبير الذي قام به في السنتين الأخيرتين.”  وختم حديثه قائلاً “سنفوز السنة المقبلة بكوبا ليبيرتادوريس وسنعود مرة أخرى إلى هنا.”

http://ar.fifa.com/mm//Photo/Tournament/Competition/02/24/88/75/2248875_FULL-LND.jpg



جدول  ترتيب الأندية  البرازيلية

قصة حياة

فالكاو
فالكاو

البرازيل في نهائيات كأس العالم


البرازيل في كوبا أميركا


ذكريات رونالدو