شدّت كتيبة أتليتيكو مينيرو الرحال صوب مملكة المغرب يوم الثلاثاء، وبدت جاهزة لخوض غمار كأس العالم للأندية FIFA منذ فترة طويلة، ولا شك أن الفضل في ذلك يعود إلى المدرب المقتدر كوكا. حيث بدأ الداهية مسلسل الإستعداد لأم بطولات الأندية منذ الظفر بكوبا ليبرتادوريس شهر يوليو/تموز الماضي. فقام بإدخال مجموعة من التغييرات على الفريق، واهتم بدراسة الخصوم المحتملين وتحليل مواطن القوة والضعف لديهم، وأشرف أيضاً على تفاصيل الرحلة، مما يوحي أن الظروف كلها مجتمعة لتكون مسيرة أبطال أمريكا الجنوبية متميزة في الأراضي المغربية.

 
ويشتهر كوكا وسط متتبعي الساحرة المستديرة بالهدوء والتركيز، وقد تحلى بالصفتين معاً عندما تحدث إلى موقع FIFA.com قبل السفر إلى المغرب. إذ أكد مخاطر المباراة الإفتتاحية وضرورة التعامل معها بحذر وحيطة، وأقر أنه مرتاح وأن ثقته كبيرة في حظوظ فريقه، ولم يخف معرفته الخصم المحتمل في موقعة النهائي جيداً، أي بايرن ميونيخ ومدربه "الخبير" جوسيب جوارديولا.

موقع FIFA.com: يبدو فريق أتليتيكو مينيرو متكامل الصفوف بالنظر إلى مميزات اللاعبين وسماتهم. هل بلغت هذه الغاية بالإعتماد على اللاعبين الموجودين أم كان ذلك هدفك منذ البداية؟

كوكا: إن إعداد فريق أمر معقد، ويقتضي معرفة السوق واستعداد الفريق للتعاقد مع لاعبين جدد، وهو ما أتاحه أتليتيكو. لقد وضع الفريق ثقته فيَّ وفي الأسماء التي أوصيت بها، وقام باستقدام كل من طالبت بهم. وأضحى التفاهم سائداً بين المجموعة في الوقت الراهن، وأصبح لدينا فريق متجانس بلاعبين جيدين ومتكاملين. إذ يوجد في هجومنا لاعب كبير قادر على الإحتفاظ بالكرة من طينة جو، بينما يغني لاعب ذكي مثل رونالدينيو الرواق الأيسر، ونعطيه أيضاً حق التنقل بحرية من أجل بناء العمليات وتمرير الكرات إلى لاعبين فائقي السرعة من قبيل بيرنارد و(دييجو) تارديلي ولوان وفرناندينيو...ولا تستقيم هذه الخطة إلا إذا واكبها لاعبو الأجنحة، وقاموا بالتغطية الضرورية، كما يفعل جوزوي ودونيزيتي وبيير. هذا ويلعب قلبا الدفاع ليو وريفر جنباً إلى جنب منذ فترة طويلة والتفاهم بينهما كبير. لدينا بالفعل فريق متراص الصفوف.

لديكم فريق بنزعة هجومية واضحة، فماذا تفعلون من أجل إقناع لاعبي الخط الأمامي بضرورة المساعدة في الضغط على الخصم واسترجاع الكرات؟

يمدون بطبيعة الحال يد العون، ولكن لا يفعلون ذلك كلهم وهناك من ينسى هذه المهمة. لا حاجة مثلاً لأن يقوم نيتو بيرولا بهذا الأمر، ولا لأن ينتهي الأمر بتارديلي مكلفاً بحراسة لاعب جناح الخصم، فلديهم أسلوبهم الخاص، ويجب على المدرب احترام هذا الأمر. رغم ذلك يمكنني مطالبتهم بالعودة خلف خط تواجد الكرة. إذ أن كرة القدم في نظري لعبة بسيطة، فكلما كان عدد اللاعبين المتواجدين خلف خط الكرة أكبر إلا وكان الفريق أكثر تنافسية، وعندما يصبح عدد اللاعبين المتواجدين أمام خط الكرة أكبر، يكون الفريق في نقص عددي، ويصير عرضة للهجمات المضادة.
سأنقل كل ما أعرفه إلى اللاعبين بدوري، وإذا أفلحنا في تجاوز هذا الخصم وبذلنا الغالي والنفيس في سبيل ذلك، سنكون جاهزين لخوض موقعة النهائي.
كوكا

يجرنا هذا الكلام للحديث عن فريق بايرن ميونيخ، هل تغيرت سمات الفريق بعد مجيء جوسيب جوارديولا؟

جوارديولا في نظري مدرب خبير. إذ يستعمل كل شيء من أجل دفع اللاعب إلى تقديم أفضل ما لديه، ويغير في بعض الأحيان مهامه إذا تبين له ذلك ضرورياً. أحاول بدوري فعل الأمر ذاته، وهو ما يتم تأويله في بعض الأحيان بطريقة خاطئة، حيث أحظى بالثناء لما تسير الأمور كما يجب، ويعتبرونني بمثابة شخصية "عبقرينو" الكاريكاتورية عندما أفشل. ويلاحظ جوارديولا صفات اللاعب، كما فعل مع فيليب لام لما اعتمد عليه ظهيراً ثانياً أو (باستيان) شفاينشتايجر الظهير الأول. يترك المدافعين في بعض الأحيان بمفردهما، ورأيت في بعض الأحيان يحث اللاعبين على هذا الأمر، ويقول لهم: "عندما تكونان بمفردكما، سيكون عندي في وسط الميدان لاعب إضافي." رغم ذلك تقتضي هذه الخطة مدافعين صلبين وسريعين، ولدى الكتيبة البافارية لاعبين بهذه المواصفات. لا أعتبر جوارديولا مجنوناً، أبداً، أو ربما يعد مجنون الخبرة الكبيرة، لأنه يستعمل كل مقومات اللاعب ويستغلها لمصلحته. ولا يجب أن ننسى أنه يدرب بعضاً من أفضل اللاعبين في العالم.

هل هذا يعني أنكم ستنزعون للدفاع إذا واجهتم بايرن ميونيخ في موقعة الحسم؟

سنحاول إذا بلغنا هذه المباراة الظهور بشكل مثالي، وسنتمنى أن تسير أمورنا على نحو جيد أو لا يكون التوفيق حليف البايرن. لقد كثر القيل والقال، وهناك من يعلّق: "فازت كورينثيانز على تشيلسي السنة الماضية." صحيح أنهم فازوا، لكن تشيلسي كان حينها في مرحلة انتقالية. بينما ستكون وضعيتنا مختلفة، حيث يعيش البايرن مرحلة استقرار رغم تعاقده مع مدرب جديد، ويلعب أبناؤه جنباً إلى جنب منذ فترة طويلة، وقد بلغوا أوج العطاء في الوقت الراهن. ألا يعتبر (فرانك) ريبيري أفضل لاعب في أوروبا؟ أليس (آريين) روبن نجم نجوم هولندا؟ ألا يدافع دانتي عن ألوان المنتخب البرازيلي؟ ألا يوجد كثير من لاعبي البايرن ضمن المنتخب الألماني؟ لديهم ترسانة من اللاعبين الدوليين الكبار، ويلعبون سوياً منذ فترة طويلة. رغم ذلك أشعر أن لهم أسلوباً نمطياً لا يتغير، وإذا اشتغلنا جيداً على هذه النقطة، ربما يصير ذلك في مصلحتنا.

ألم تتعب بعد من مشاهدة فيديوهات مبارياتهم؟

لا، ليس بعد، لم يحن وقتها. لدينا هم ومصدر قلق آخر قبل الألمان، ولنا في تجربة إنترناسيونال قبل سنوات دروس وعبر. يجب أن أهتم بداية بأمر مونتيري، وأعتقد أنهم خصمنا الأول، ولن يكون الإنتصار عليهم سهل المنال.

تشكّل مباريات كوبا ليبرتادورس مؤشراً لقياس هذه الصعوبة، أليس كذلك؟ فقد واجهتم صعوبات كبيرة للتفوق على تيخوانا في هذه المسابقة، ولم تنتصروا عليه سوى بالركلات الترجيحية، علماً أنه فريق أضعف من مونتيري نظرياً...
تماماً. نعتقد أن مستوى مونتيري مشابه لمستوى تيخوانا على الأقل، لذلك يتعين علينا خوض النزال بكثير من الحيطة والحذر. كثرت كما قلت سابقاً التصريحات، والجميع سعيد بما تحقق، رغم ذلك يجب الإحتياط كثيراً من أجل تجنب الوقوع في العار.

يحتاج هذا الأمر التركيز على الجانب النفسي، فهدفكم هو الحفاظ على حماس المجموعة دون نسيان أن الأمر متعلق بمسابقة ستكون أولى مبارياتها أمام خصم صعب؟

بالضبط. ولهذا أفضل مواجهة الخصم الأقوى نظرياً لاحقاً، حتى ندخل غمار المنافسة بالتدريج، وحتى نعمل بهدوء أكبر. وسأنقل كل ما أعرفه إلى اللاعبين بدوري، وإذا أفلحنا في تجاوز هذا الخصم وبذلنا الغالي والنفيس في سبيل ذلك، سنكون جاهزين لخوض موقعة النهائي.