Mar
24

إنتصار برازيلي تاريخي على لا روخا

الكاتب: FIFA




حسب السجلات الرسمية ـ وبدون احتساب الأشخاص الذين دخلوا الملعب خلسة ـ اجمتع حوالي 152772 مشجعاً في مدرجات الماراكانا في ذلك اليوم الخالد الموافق 13 يوليو/تموز 1950.

وفي حوالي الدقيقة العاشرة من الشوط الثاني من مباراة البرازيل وأسبانيا اجتمع منهم 152771 ليغنوا واحدة من الأنشودات الجماعية الأكثر إثارة في أرشيفات التغطيات الإعلامية لعالم كرة القدم. بينما كان عزاء واحد منهم البكاء!

 
عندما دكّ السيليساو شباك لاروخا بأربعة أهداف، رفع الجمهور الحاضر المناديل البيضاء في السماء ترحماً على الخصوم واستهلوا أنشودتهم الغنائية:" مصارعة الثيران في مدريد" وهي الأنشودة التي حققت نجاحاً مبهراً في كرنفال 1938:

"ذهبت لمصارعة الثيران في مدريد، لتيم، بوم، بوم، بوم/كدت أن لا أعود إلى هنا/لرؤية بيري يقبِّل سيسي/تعرفت على إسبانية/منحدرة من كاتالونيا/كنت أريد أن ألمس إمرأة إسبانية/على أن أقف أمام قرني ثور."

وغنى الحاضرون جماعة باستثناء كارلوس ألبيرتو فيريرا براجا، صاحب الأغنية هو وزميله ألبيرتو ريبيرو، والذي تأثر بسماع أغنية تنشد من أفواه عشرات الآلاف من الأشخاص في نفس الوقت. ولم يلق صاحب الأغنيات الجميلة والذي يوقّع عليها بكنية "جواو دي بارو" منديله كالبقية واحتفظ به لتجفيف دموع التأثر.

كانت الأجواء جميلة جداً في ذلك اليوم في المعلمة الكروية الماراكانا، بل وكان الطقس الإحتفالي غاية في الروعة. قُدِّر للملعب في ذلك اليوم أن يحتضن حفلاً بهيجاً عمّت فيه الأفراح والمسرات، والتي لم تدم لسوء الحظ سوى ثلاثة أيام ليبقى الملعب هو الملعب والضيوف هذه المرة عشاق حزينون في يوم نكبة وعزاء.

السياق
وصل السيليساو للربع الأخير من كأس العالم FIFA، و خاض حينها خمس مباريات ودخل الماراكانا بأربعة انتصارات في جعبته، مقابل تعثر واحد كان بالتعادل 2-2 أمام سويسرا في باكايمبو في ساو باولو. كانت مسيرة حافلة وناجحة سجل خلالها البرازيليون 15 هدفاً واستقبلت شباكهم ثلاثة أهداف فقط.

في المقابل، جاء الإسبان بعتادهم وأسلحتهم التي كان البرازيليون يحسبون لها ألف حساب في الجولات الأخيرة من المسابقة. لقد كانت "لا فوريا" أو هكذا كانت تسمى الكتيبة الإسبانية في الملاعب العالمية، وكانت تضم عمالقة من قبيل أنطونيو راماليتس أجوستين 'بيرو" وجاينزا وتيلمو زارا. كانوا قد حصدوا الأخضر واليابس في الجولات الأولى، بثلاثة انتصارات أمام (الولايات المتحدة وتشيلي وإنجلترا) وبتعادل مع أوروجواي بهدفين لمثلهما.

المباراة
هذا لم يمنع المحليين من إجبار لا روخا على الإدلاء بشهادة الوفاة في تلك المباراة. لم تكن كتيبة السيليساو رحيمة بخصمها وبسطت هيمنتها بأسلوب لعب سحري. وبعد أن أسقطوا سويسرا في المربع الأخير من المسابقة بنتيجة 7-1، عاد زملاء فلافيو ليفعلوا نفس الشيء مع أسبانيا وجرحوا كبرياءها بنتيجة 6-1.

كانت النتيجة النهائية مذهلة كفاية، لكنها أتت بالعمل والبناء حيث هيمن البرازيليون على جل أطوار المباراة وافتتحوا التسجيل في الدقيقة 15 بعدما سجل الخصوم هدفاً في مرماهم وأنهوا الشوط الأول متفوقين 3-1.

ولم يستفق الإسبان إلا بعد هدف سيلفستر إيجوا في الدقيقة 71 عندما كانوا متخلفين بستة أهداف.

شكلت تلك اللحظات أوج النشوة التي سادت البلاد خلال كأس العالم FIFA. فإذا كان فريق جايير و زيزينيو و تشيكو والهداف أديمير قادراً على تحقيق إنتصارات واسعة كتلك، فمن تكون أوروجواي لتغيّر صبغة الماراكانا وقدره كمركب للملاحم البرازيلية. أو كانت بالفعل قادرة على ذلك؟

http://ar.fifa.com/mm/photo/classic/general/02/12/33/56/2123356%5ffull-lnd.jpg

ماذا قالوا؟
في هذا الصدد، قال النجم زاجالو، قبل أن يفوز بلقبه الثاني في كأس العالم FIFA كقائد للسيليساو في كأس العالم 1970 FIFA، وهو الذي حضر تلك المباراة كشاب يعمل في شرطة الجيش وكان يعمل في أمن ماراكانا "أظن بأن البرازيل خسرت تلك المباراة قبل خوضها، لأن الإحتفالات كانت عارمة في كل أرجاء البلاد وكان الجميع يعتقد بأن البرازيل بطلة للعالم. ولا شيء يحسم مسبقاً."

ماذا حدث بعد ذلك؟
في يوم 16 يوليو/تموز، عاد زاجالو لممارسة مهامه في الملعب. ولكن، على حد قوله، لم يكن هناك شيء مشجع يستحق الذكر. وكان واحداً من الشهود على رمزية الماراكانا، وخسارة البرازيل بنتيجة 2ـ1. وقال لموقع FIFA.com في هذا الإطار:"كان من الصعب التصديق أنه كان نفس الملعب. كان مظهراً لا يوصف، وقلت في نفسي بعد ذلك: تحولت كل المناديل البيضاء مجتمعة لمنشفة تُمسح بها دموع الهزيمة."



جدول  ترتيب الأندية  البرازيلية

قصة حياة

ريفيلينو
ريفيلينو

البرازيل في نهائيات كأس العالم


البرازيل في كوبا أميركا


ذكريات رونالدو