Jun
30

عندما أصبح الفرح البرازيلي حزنا

الكاتب: FIFA


كانت جنبات ملعب ماراكانا مملوءة عن آخرها يوم 13 يوليو/تموز 1950. حيث ناهز عدد الجماهير، حسب أرقام السجلات الرسمية ودون حساب من اقتحموا هذا الصرح الكروي بالقوة، 152.772 مشجعا. وقد قاموا جميعا ابتداء من الدقيقة العاشرة من الشوط الثاني بإنشاد أغنية جماعية رائعة، شارك فيها الجميع باستثناء شخص واحد كان حينها منهمكا في البكاء.

 
فبعدما أحرزت الكتيبة البرازيلية الهدف الرابع، قرر أنصارها الاحتفاء بخصومهم عبر إنشاد أغنية بعنوان "مصارعة الثيران في مدريد"، وكانت واحدة من أشهر أغاني كرنفال سنة 1938. وقد شارك الأنصار المتواجدون في ماراكانا جميعا في الغناء، باستثناء كارلوس ألبيروتو فيريرا براجا، حيث اجتاحته الأحاسيس الجياشة عند سماعه أغنيته برفقة زميله ألبيرتو ريبيرو على لسان هذا الكم الهائل من الأفراد، وأجهش بالبكاء. كانت الأمور رائعة تلك الليلة في ماراكانا، وكانت الاحتفالات صاخبة، كما لو أن هذه السعادة الجماعية محاولة استباقية لتخفيف الحزن الجماعي أو التراجيديا التي سيعيشها البرازيليون بعد 3 أيام من ذلك التاريخ.

وشهدت مباراة السيليساو الخامسة ضمن كأس العالم FIFA، أي موقعة إسبانيا، أوج الفرحة والحماس اللذين اجتاحا بلاد السيليساو. حيث تفوق أصحاب الضيافة في أولى مباريات المرحلة الحاسمة على السويد 7-1، ثم اكتسحوا شباك لافوريا روخا بنتيجة 6-1، وكانوا يعتقدون أنها أقوى الخصوم، بحكم قوة أصدقاء الحارس أنتونيو راماليتس وأجوستين بيرو جايينزا وتيلمو زارا. لذلك تصور الكل أن كتيبة جايير وزيزينيو وتشيكو والهداف إيديمير ستتفوق على الخصم الأخير أوروجواي دون صعوبات.

وقد قال ماريو خورخي لوبو زاجالو، الذي كان حينها جنديا ضمن رجال الشرطة العسكرية المشرفين على الأمن في ماراكانا، عن تلك الأجواء في مقابلة مع موقع FIFA.com: "لقد انهزمت البرازيل ليلة إسبانيا، فقد كانت الاحتفالات مبالغا فيها، وعمت البلاد قاطبة، كما لو أننا أحرزنا كأس العالم بالفعل، ولا يمكن الفوز بالمباريات في كرة القدم قبل خوضها". ثم واصل: "كان من الصعب التصديق أن الأمر متعلق بالملعب ذاته، كان المشهد غير قابل للوصف، حيث قلت في قرارة نفسي بعدها: ربما صارت الأشرطة الورقية البيضاء إذا اجتمعت منديلا من أجل مسح دموع الهزيمة".

وستلاقي لا فوريا المنتخب البرازيلي في ماراكانا من جديد بمناسبة نهائي كأس القارات FIFA 2013، لكن الأوضاع اليوم مختلفة تماما، حيث لن يتجاوز عدد الأنصار 70 ألف مشجع، ويتعلق الأمر بمواجهة بين بلد ذي تاريخ عريق من حيث الألقاب في عالم الساحرة المستديرة وبلد يحاول مواصلة صحوته الأخيرة. هذا وستكون المواجهة بين البرازيل وإسبانيا دون شك فصلا جديدا من فصول تاريخ ملعب ماراكانا العريق، سواء عمته الفرحة أو أطبقت عليه الأحزان. 
http://ar.fifa.com/mm//Photo/Classic/General/02/12/33/56/2123356_FULL-LND.jpg



جدول  ترتيب الأندية  البرازيلية

قصة حياة

سقراط
سقراط

البرازيل في نهائيات كأس العالم


البرازيل في كوبا أميركا


ذكريات رونالدو